يُصيب ارتجاع المريء نسبة كبيرة من البشر حول العالم، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب، لكن هل الأمر يقتصر على مجرد ارتجاع حمض المعدة في المريء فقط، أم أن للأمر تبعات أخرى؟ فمثلاً هل ارتجاع المريء يسبب سرطان؟ وهل هناك علاقة بين ارتجاع المريء والإصابة بأورام المريء؟ سنتعرف على إجابة هذه الأسئلة من خلال هذا المقال. 

يُعد سرطان المريء أحد أكثر أنواع السرطان المُسببة للوفاة حول العالم، لذا فإن هناك الكثير من التخوف من الإصابة بهذا المرض، ويرجع التخوف من هذا المرض نتيجة لصعوبة اكتشافه في المراحل الأولى من المرض، فقد يتم اكتشافه في المراحل المُتقدمة مما يجعل من الصعب علاجه، وفي هذه الحالة تقل نسب الشفاء من المرض.

ما هو ارتجاع المريء؟

ارتجاع المريء يعني ارتداد العُصارة الحمضية الموجود في المعدة والتي تساعد في عمليات الهضم في المريء، وذلك نتيجة حدوث ارتخاء العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء، ونتيجة ارتداد حمض المعدة في المريء يتسبب في الشعور ببعض الأعراض المُزعجة مثل حرقة الصدر، مع ألم وصعوبة في البلع بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى، وفي حال إهمال علاج ارتجاع المريء؛ قد يتسبب ذلك في الإصابة ببعض المضاعفات التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.

هل ارتجاع المريء يسبب سرطان؟

نظراً لارتفاع نسبة الإصابة بارتجاع المريء؛ يتسائل الكثير من المرضى ” هل ارتجاع المريء يسبب سرطان؟ “،

والحقيقة أن ارتجاع المريء أحد عوامل الخطورة التي قد تساعد في تكون الخلايا السرطانية،

فقد وجدت الدراسات أن نسبة 10-15% من مرضى ارتجاع المريء عُرضه للإصابة بأورام المريء، خاصةً عند عدم تناول العلاج المناسب.

ونتيجة لأن أعراض أورام المريء لا تظهر في المراحل الأولى؛ لذا ينصح الأطباء مرضى ارتجاع بضرورة عمل فحص دوري،

وذلك للتأكد من عدم نمو الخلايا ما قبل السرطانية، والتي تساعد في الاكتشاف المبكر وبالتالي سهولة علاج أورام المريء والتخلص منها.

أورام المريء

تبدأ أورام المريء في الحدوث نتيجة وجود طفرة في الخلايا المُبطنة لجدار المريء من الداخل،

وقد تحدث في أي منطقة بطول المريء،

وغالباً لا تظهر أي أعراض في المراحل الأولى من المرض لكن مع زيادة حجم الورم وانتشاره تظهر بعض الأعراض من بينها:

  1. صعوبة وألم عند البلع. 
  2. الإصابة بسعال مستمر. 
  3. فقدان غير مبرر للوزن. 
  4. وجود بحة أو تغير في الصوت.

أسباب الإصابة بأورام المريء

تحدث أنواع الأورام المختلفة ولا سيما أورام المريء نتيجة لأسباب غير معروفة، لكن إلى جانب ارتجاع المريء؛ فهناك عدد من العوامل الأخرى التي تزيد من فرص الإصابة بأورام المريء من أهمها:

  • التدخين وتناول الأنواع المختلفة من التبغ. 
  • السمنة وزيادة الوزن. 
  • اتباع حمية غير صحية وتناول كميات قليلة من الفاكهة والخضار. 
  • التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر والبطن. 

ما هي مراحل أورام المريء؟

تمر أورام المريء بأربعة مراحل تمثل نمو الورم وانتشاره وهي:

  • المرحلة الأولى: وفيها لا تظهر أي أعراض للإصابة، ولا تمثل أي خطورة، ففي هذه المرحلة تنمو كميات بسيطة من الخلايا السرطانية، وتنحصر على المريء. 
  • المرحلة الثانية: يزيد نمو الخلايا السرطانية ويزيد حجم الورم، لكنها لا تنتقل للمناطق الأخرى. 
  • المرحلة الثالثة: تنتقل الخلايا السرطانية من المريء إلى الأماكن القريبة في الجسم. 

المرحلة الرابعة: هي المرحلة الأكثر تقدماً ويزيد انتشار الخلايا السرطانية من المريء إلى الأعضاء البعيدة في الجسم مثل العظام والكلى والكبد

لكن هل سرطان المريء سريع الانتشار؟ الحقيقة أن أورام المريء في المراحل الأولى من المرض لا يكون لديها القدرة على الانتشار،

لكن مع زيادة تكاثرها وزيادة حجم الورم؛ تصبح الخلايا أكثر خطورة ويزيد قدرتها على الانتقال لأعضاء الجسم الأخرى،

وفي المراحل المُتقدمة تزيد سرعتها في الانتشار.

وفي حال كنت تتساءل ” متى يكون سرطان المرئ خطير؟ ” فإن أورام المريء تصبح أكثر خطورة في مراحلها المتقدمة حيث يصعب السيطرة على الخلايا السرطانية بعد انتشارها في الجسم، وتقل نسبة الشفاء من سرطان المريء في هذه المراحل، ففي حين إذا تم اكتشاف أورام المريْ في المراحل الأولى من المرض؛ فإن نسب الشفاء قد تتجاوز 90%، أما في المراحل المتقدمة تقل نسب الشفاء لما يقل عن 30%.

الدكتور عاصم البراشي

الدكتور عاصم البراشي مدرس واستشاري جراحة الأورام بجامعة القاهرة والمعهد القومي للأورام،

احسن دكتور جراحة اورام فى مصر، بعد تخرجه من كلية الطب؛ حصل على درجة الماجستير وشهادة الدكتوراه في تخصص جراحة الأورام،

وعمل لسنوات طويلة في هذا التخصص،

فهو صاحب خبرة كبيرة في تشخيص حالات الأورام المختلفة، وتحديد الطريقة المناسبة لعلاج هذه الحالات.