عندما يتعلق الأمر بالأورام؛ فإن الاكتشاف المُبكر لها من أهم العوامل التي تساعد في رفع معدلات الشفاء، ويعد سرطان المريء أحد أكثر أنواع الأورام خطورة، والتي تتسبب في وفاة أعداد كبيرة من البشر حول العالم سنوياً، فما هي نسبة الشفاء من سرطان المريء؟ وما هي أهم العوامل التي تؤثر في هذه النسبة؟ هذا ما سنوضحه في السطور القادمة.

يقع المريء بين البلعوم والمعدة، وهو عبارة عن أنبوبة مجوفة من الداخل تمر خلال التجويف الصدري، ووظيفته هو نقل الطعام الذي تم مضغه في الفم والسوائل من الفم إلى المعدة، ويصيب سرطان المريء الرجال والسيدات في الأعمار المختلفة، لكنه يزيد مع التقدم في السن، كما أن الأشخاص الذين يتناولون التبغ بأشكاله المختلفة أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غير المدخنين.

كيف تنشأ أورام المريء؟ وما أهم عوامل الخطورة للإصابة بها؟

تنشأ أورام المريء في الخلايا المبطنة لجدار المريء من الداخل، وتبدأ الخلايا السرطانية في التكون نتيجة حدوث طفرة جينية في الخلايا المُكونة لجدار المريء، مما يتسبب في زيادة سرعة نموها مع نقص عملية التخلص منها، وهو ما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا وتكون الورم.

وعلى الرغم من أن الأسباب الرئيسية لتكون الطفرات لا زالت غير واضحة للعلماء؛ إلا أن هناك عدد من عوامل الخطورة والتي تزيد من خطر الإصابة بأورام المريء من أهمها:

  1. السمنة و نظام الحياة غير الصحي الذي يعتمد على الأطعمة المصنعة والدهنية مع نقص تناول الألياف. 
  2. تناول المشروبات الساخنة باستمرار بما يؤذي خلايا المريء. 
  3. الإصابة بما يعرف بمريء باريت الذي يحدث كنتيجة للإصابة بارتجاع حمض المعدة في المريء مما يتسبب في تلف وموت الخلايا. 
  4. وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام المريء. 
  5. الإصابة بارتجاع المريء يعد أحد عوامل الخطورة للإصابة بأورام المريء، لذا فإذا كنت تتساءل هل ارتجاع المريء يسبب سرطان؟ ” فالإجابة أن الارتجاع المريئي هو أحد عوامل الخطورة للإصابة بأورام المريء، وحوالي 15% من مصابي الارتجاع هم عرضة لتكون أورام المريء، لذا يجب المتابعة المستمرة. 

المراحل التي تمر بها أورام المريء

تبدأ أورام المريء بتكون عدد بسيط من الخلايا السرطانية، والتي لا تمثل أي خطر كما لا تتسبب في ظهور أي أعراض،

وهي المراحل الأولى من المرض، ثم يزيد تكاثر الخلايا تدريجاً مما يؤدي إلى تراكمها وفي هذه المرحلة لا تمثل خطراً أيضاً،

وفي المرحلة المتقدمة تنتقل الخلايا السرطانية للأماكن القريبة من المريء، وفي المراحل الأكثر تقدماً تنتقل الخلايا للأجزاء البعيدة من الجسم.

وللإجابة على تساؤل ” متى يكون سرطان المرئ خطير“؛ فإن أورام المريء لا تمثل أي خطورة في المراحل الأولى،

لكن في المراحل المتقدمة تصبح أكثر خطورة حيث تنتشر في أجزاء الجسم الأخرى، وفي هذه الحالة تقل نسبة الشفاء من سرطان المريء.

وقد يتسائل البعض هل سرطان المريء سريع الانتشار؟ والحقيقة أن أورام المريء في المراحل الأولى لا تنتشر بسرعة،

لكن عند وصولها للمراحل المتقدمة؛ تزيد سرعة نمو الأورام وانتشارها للأماكن المختلفة في الجسم.

ما هي نسبة الشفاء من سرطان المريء؟

تؤكد الدراسات أن الاكتشاف المُبكر لأورام المريء تساعد بصورة كبيرة في رفع نسب الشفاء والقضاء على المرض نهائياً،

ففي حال اكتشاف المرض في المراحل المُبكرة وتلقي العلاج المناسب؛ تزيد نسب الشفاء من أورام المريء لتتجاوز 95%،

أما في حال تم اكتشاف المرض في المراحل المتقدمة فإن نسب الشفاء تقل لتصل إلى 30% أو أقل.

وهناك عدة عوامل تحدد نسب الشفاء من أورام المريء من بينها:

  1. نوع الورم. 
  2. المرحلة التي تم اكتشافه بها. 
  3. حجم الورم. 
  4. انتشار الورم في أجزاء الجسم. 
  5. الحالة الصحية للمريض وتاريخه المرضي.

وتكمن خطورة أورام المريء في عدم التمكن من اكتشافها في المراحل الأولى من المرض،

لذا فإذا كنت تعاني من عوامل الخطورة السابق ذكرها في هذا المقال مثل الإصابة بارتجاع المريء أو وجود تاريخ عائلي؛

فيجب المتابعة مع الطبيب حتى يتم اكتشاف المرض في المراحل الأولى.

الدكتور عاصم البراشي استشاري جراحة الأورام

الدكتور عاصم البراشي استشاري جراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام، وأحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة،

احسن دكتور جراحة اورام فى مصر، حاصل على درجة الدكتوراة في جراحة الأورام،

وأجرى عدد كبير من العمليات الناجحة، فهو صاحب خبرة كبيرة في جراحة الأورام.